مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/08/2022 11:15:00 ص
الأرملة السوداء الداهية التي وقع في حبها كل من حولها على مدار السنين - الجزء الأول - تصميم المصممة وفاء مؤذن
الأرملة السوداء الداهية التي وقع في حبها كل من حولها على مدار السنين - الجزء الأول
 تصميم المصممة وفاء مؤذن

شخصية بارعة في الخداع والتمثيل والاحتيال

 خدعت كل من حولها لسنين عديدة، ولكن الحقيقة لابد أن تظهر مهما طال الزمن.

- جودياس ويلتي، الشهيرة بأسم جودي، ولدت في شمال تكساس عام ١٩٤٣، كانت من عائلة فقيرة جداً، توفيت والدتها عندما كان عمرها أربع سنوات، وبعد فترة تزوج والدها، وأرسلها مع أخوتها للعيش عند عائلة والدتها، وكانت غير محبوبة ممن حولها، وكان يتم معاملتها بطريقة سيئة.

- وعندما بلغت السابعة عشر، ولدت طفلها مايكل، وكان ابن غير شرعي، واضطرت أن تعمل وهي في سن صغيرة، لتوفر حياة أفضل لها ولابنها، وكان لديها دائماً أمل، أن وضعها المادي سيتغير للأفضل، وستتخلص من حياة الفقر والتعب، وشاءت الأقدار أن تجمعها الصدفة بشخص يدعى جيمس غودير، عمره سبعاً وعشرون عاماً، وكان ضابطاً برتبة رقيب في الجيش، في الدفاع الجوي الأمريكي.

-قابلت جيمس في المطعم الذي تعمل فيه كنادلة، وأعجبوا بها كثيراً، ولم ينتظر طويلاً، وطلب يدها للزواج، وفي عام ١٩٦٢ تزوجوا، وتبنى ابنها مايكل، وتعتبر هذه كبداية لها في الحياة التي اختارتها بنفسها، وبسبب عمله في الجيش، كانوا يتنقلون كثيراً من مدينة لأخرى.

-وفي عام ١٩٦٧، استقروا في أورلاندو، وأصبح لديهم طفلان، جيمس وكمبرلي، وأصبح لديها مشروع صغير خاص بها، وهو مركز للعناية اليومية بالأطفال، وجودي الفتاة الفقيرة والتي عانت في حياتها، أخيراً نجحت في حياتها وعملها، إلا أنها أصبحت في الفترة الأخيرة في خلاف وشجار دائم مع جيمس.

- وفي ٢٠حزيران عام ١٩٧٠، قام الجيش بأرسال جيمس للحرب، وأصبحت مسؤولة عن المنزل والأولاد لوحدها، وكان الأمر صعباً بالنسبة لها، وأثناء |غياب زوجها|، تعرفت على شخص آخر، وعاشت معه في علاقة غير شرعية، وبعد مرور مايقارب السنة، انتهت مهمة جيمس، وعاد إلى منزله وأولاده، فأجبرت على إنهاء علاقتها مع ذاك الرجل، وحاولت أن تعيد الأمور مع زوجها كما كانت عليه في بداية زواجهم، وبالفعل نجحت في ذلك.

-وسارت الأمور كما كانت تتمنى، ولكن هذا الحال لم يستمر طويلاً، فبعد مرور ثلاثة أشهر على عودة جيمس، فجأةً أصبح جيمس مريض جداً، أصبح يهلوس ويتهيأ له رؤية أشياء غير موجودة، مثلاً كان يرى أرانب على السرير، وكان يحاول أن يمسك بها، والمشكلة أن جودي لم تحاول أبداً أن تأخذه للطبيب، ليفسر سبب مايحدث له، إلا أن ما أصاب جيمس لفت نظر الجيران إلى حاله، وسألوها عن السبب الذي منعها من أخذه للطبيب، فأخبرتهم أنه سيتحسن لوحده وليس بحاجة للعلاج، لأن هذه الهلوسات بسبب الحرب، ومن المؤكد أنها فترة وستمر.

كيف مات بهذا الشكل المفاجئ

- وكأي زوجة محبة ومخلصة، قررت أن تعتني بزوجها، وأن تبقى بجانبه تسانده حتى يتجاوز محنته، ولكن في ١٥ أيلول عام ١٩٧١، وبعد مرور عدة أسابيع على مرضه، |توفي| جيمس وكان عمره سبعاً وثلاثون عاماً فقط، وحسب تقرير الطبيب، أن سبب الوفاة فشل كلوي واحتقان في الرئة، ولم تستطع عائلته وأصدقائه وحتى جيرانه، استيعاب وفاته بسبب المرض، فقد كان في صحة جيدة وقوي البنية.

 وكان لدى جودي رد منطقي لتساؤلاتهم، وهو أن ما أدى إلى تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة، هو بسبب تعاطيه للمخدرات أثناء مهمته بسبب ظروف الحرب القاسية، وقاموا بإعطائه دواء مضاد يساعده على التوقف عن تعاطي المخدرات، والواضح أن جسده لم يستجب للدواء وسّبب له حساسية وتأثيرات سلبية على صحته.

- وإحدى صديقات جودي، وأيضاً كانت تعمل معها في مركز العناية للأطفال، تذكرت حديثاً دار بينهما، بينما كانت جودي تشتكي بأنها غير سعيدة في حياتها، وقالت لها أن أفضل ما يقوم به المرء في هذه الحالة، أن يضع السم للشخص الذي يسبب له التعاسة في حياته، وكأن شيئاً لم يكن، ولا أحد سيكتشف |سبب الوفاة|، وهنا استغربت صديقتها من كلامها وقالت لها هل أنتي جادة فيما تقولين؟ 

ضحكت جودي وقالت لها أنها تتكلم من باب المزاح والتسلية لا أكثر.

- وفي جنازة زوجها، حاولت أن تظهر بدور المرأة الحزينة، والغريب أن صديقها الذي كانت على علاقة معه أثناء غياب زوجها في الحرب، كان يساندها ويواسيها ويقف إلى جانبها.

حتى أنها سقطت على الأرض وتشنجت وأصبحت عاجزة عن الحركة في محاولة منها للفت النظر إليها، لتكون محور اهتمام الحضور، وأخبرتهم أن ماحدث معها، بسبب حزنها الشديد على زوجها.

- وفي أيلول عام ١٩٧١، حصلت على تسعون ألف دولار، كتعويض من الجيش الأمريكي، كونها |أرملة| جندي، أصيب بأضرار نتيجة خدمته في الجيش. ويقال أن هذا المبلغ يساوي مايقارب نصف مليون دولار في وقتنا الحاضر.

وبعد ذلك عاشت جودي حياة الرفاهية التي كانت تحلم بها.

فهل كان لها يد في وفاة جيمس أم أن هذا مجرد كلام عابر؟

سنكمل في الجزء الثاني تابعونا.

بقلمي: تهاني الشويكي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.